أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م بعنوان : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 2 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 10 مايو 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م بعنوان : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) نبذُ الإسلامِ للتنمُّرِ وتحريمُهُ وتجريمُ فاعلِهِ.

(2) علاجُ ظاهرةِ التنمُّرِ في الإسلامِ.

(3) آثارُ التنمُّرِ على الأفرادِ والمجتمعاتِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 10 مايو 2024 م بعنوان : التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

«التنمُّرُ وأثرُهُ المدمرُ للفردِ والمجتمعِ»

بتاريخ 2 ذو القعدة 1445 هـ = الموافق 10 مايو 2024 م

 

الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لكَ الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أما بعد ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 10 مايو

(1) نبذُ الإسلامِ للتنمُّرِ وتحريمُهُ وتجريمُ فاعلِهِ:

لا شكَّ أنَّ طبائعَ الناسِ تختلفُ وتتباينُ في تعاملاتِهَا، فهناك مَن يُحسنُ معاملَةَ غيرِهِ ويمنعُ عنهُ أذاهُ، وهناكَ مَن يتفننُ في الإساءةِ لغيرِهِ والإضرارِ بهِ، ولمَّا كانَ الشخصُ المعتدِي على غيرِهِ قد خرجَ مِن إنسانيتِهِ وتجردَ مِن فطرتِهِ، وأضحَى سلوكُهُ في تعاملِهِ مع الغيرِ أقربَ إلى الحيوانِ المفترسِ ناسبَ أنْ يُطلقَ عليهِ هذا اللفظُ المشتقُّ مِن اسمِ بعضِ تلك الحيواناتِ ألَا وهو “التنمُّرُ” .

إنَّ التنمُّرَ في واقعِ الأمرِ ضربانِ، أحدهُمَا: تنمُّرٌ حسيٌّ وهو ذو تنوعٍ فقد يكونُ لفظيّاً مِن خلالِ الشتمِ أو السخريةِ أو السبابِ أو الشماتةِ أو بهَا جميعًا، وقد يكونُ غريزيّاً بالتحرشِ والابتزازِ ونحوهما، وقد يكونُ فعليّاً مِن خلالِ الضربِ وايذاءِ الجسدِ أو السلبِ والنهبِ تخريبِ ملكِ الغيرِ، والضربُ الآخرُ هو التنمُّرُ المعنويُّ مِن خلالِ الاحتقارِ والتعصبِ والعنصريةِ وبطرِ الحقِّ وغمطِ الناسِ، ولو قمنَا باستقراءِ وتتبعٍ لظاهرةِ التنمُّرِ لوجدنَا أنّهُ بدأَ قديماً مِن لدن آدمَ عليهِ السلامُ فقد حكَى لنَا القرآنُ ما حدثَ بينَ ابنَيْ آدمَ هابيل وقابيل، حيثُ تنمَّرَ قابيلُ على أخيهِ هابيل فحسدَهُ، وتوعدَهُ بالقتلِ ثُمَّ قتلَهُ، قَالَ ﷺ: «لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ القَتْلَ» (متفق عليه) .

كذلك تنمَّرَ إخوةُ يوسفَ عليهِ فتنكرُوا لهُ بعدمَا رأَوا حبَّ أبيهِ لهُ، وعزمُوا على التخلصِ منهُ، قالَ ربُّنَا حكايةً عنهُم: ﴿إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ﴾ .

كما نهتْ آياتُ الكتابِ العزيزِ عن “التنمُّرِ” المتمثلِ في السخريةِ أو الاستهزاءِ أو الاحتقارِ، قالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾، ثم جاءتْ السنةُ تؤكدُ على ذلك، وتبيِّنُ أنَّ الذي يقدمُ على فعلِ ذلك إنَّمَا هو متصفٌ بصفاتِ الجاهليةِ، فعَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» (البخاري) .

والملاحظُ أنَّ أكثرَ أسبابِ انتشارِ هذه الظاهرةِ هو اقتحامُ وسائلِ التواصلِ الاجتماعِي لحياتِنَا؛ إذ يقومُ البعضُ مِمَّن هم خلفُ الشاشاتِ بممارسةِ التنمرِ الإلكترونِي عن طريقِ ذمِّ وسبِّ مَن يَظهرُ أمامَهُم بغيرِ حقٍّ ودونِ الالتفاتِ إلى كمِّ الضررِ الذي سيَلحَقُ بالشخصِ المقصودِ وآثارهِ السلبيةِ التي قد تدمرُ هذا الشخصَ، فالتَّنَمُّرُ يشتملُ على جملةٍ مِن الإيذاءاتِ النفسيةِ أو الجسديةِ الحاصلةِ مِن المُتَنَمِّرِ والتي يحصلُ بسببِهَا ضررٌ على الـمُتَنَمَّرِ عليهِ، وقد جاءتْ الشريعةُ لحمايةِ الإنسانِ مِن كلِّ ما يمكنُ أنْ يصيبَهُ بالضررِ، فعن ابنِ عباسٍ أَنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قالَ: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» (ابن ماجه)؛ فحَرَّمَ الإسلامُ إيصالَ الضررِ إليهِ بشتَّى الوسائلِ؛ والإيذاءُ والاعتداءُ الحاصلُ مِن المُتَنَمِّرِ تجاهَ الآخرِ هو مِن الإضرارِ بالغيرِ الممنوعِ شرعًا وعقلاً وطبعاً وعادةً.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 10 مايو

(2) علاجُ ظاهرةِ التنمُّرِ في الإسلامِ:

وضعَ دينُنَا الحنيفُ علاجاً ناجحاً لهذه الظاهرةِ السلبيةِ، وبذلك قد سبقَ مؤسساتِ حقوقِ الإنسانِ وغيرَهَا مِمّن يناهضُ هذا السلوكَ المنحرفَ، ومِن هذا العلاجِ ما يلي:

أولاً: غرسُ ثقةِ الطفلِ بنفسِهِ، وعدمُ التبعيةِ، ومراقبةُ سلوكِهِ منذُ نعومةِ أظفارِهِ: ليجتازَ هذا الفخَّ المهلكَ فيُتِمَّ مسيرَ حياتِهِ خاليًا مِن التنمُّرِ، وقد حذَّرنَا رسولُنَا ﷺ مِن التبعيةِ الغيرِ الصحيحةِ بحيثُ يكونُ المسلمُ كالريشةِ في مهبِّ الرياحِ تميلُهَا حيثُ شاءتْ بل عليهِ أنْ يحكِّمَ عقلَهُ، ويميزَ بينَ ما يضُرُّهُ وما ينفعُهُ، فعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً، تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا» (الترمذي وحسنه)، وبالتالي تنشىءُ شخصيةٌ قويةٌ لا يمكنُ بأيِّ حالٍ مِن الأحوالِ أنْ تنكسرَ أمامَ عادياتِ الحياةِ أو مسراتِهَا، بل لا يمكنُ أنْ تجعلَ مِن القدرِ مبررًا للرضَا بالضعفِ والاستكانةِ إلى الدونِ، أمَّا ضعيفُ النفسِ والعزيمةِ فقد يُسلمُ نفسَهُ للأوهامِ والأباطيلِ، وينصاعُ للآخرين، ويستسلمُ مِن أولِّ مرةٍ، وهذا غيرُ مرغوبٍ في شخصيةٍ يقعُ على عاتقِهَا خدمةُ دينِهَا ووطنِهَا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» (مسلم) .

ونجدُ أحدَ الصحابةِ رضي اللهُ عنهم قد ضحكُوا عليهِ مِن دقةِ ساقِهِ– وهو ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه- وتأتِي الإجابةُ مِن رسولِ اللهِ ﷺ؛ ليرفعَ مِن صاحبِهَا أمامَ المتنمرينَ بهِ، بل ويُعطِي الأوسمةَ والنياشينَ، ويجبرَ بخاطرِ صاحبِهَا، فعن ابْنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مِمَّ تَضْحَكُونَ؟» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ» (أحمد)، فقد يكونُ الذي تتنمَّرُ عليهِ أفضلَ عندَ اللهِ منكَ، فعن حَارِثَةَ بْن وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: ” أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ: كُلُّ عُتُلٍّ، جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ” (البخاري) .

بل إنَّ المزاحَ قد يُؤدِّي في بعضِ الأحيانِ إلى إلحاقِ الأذَى الجسدِي، والضررِ النفسِي بالآخرين، سجّلَتْ لنَا السنةُ المطهرةُ نهيَ الرسولِ ﷺ عنهُ، فعَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ﷺ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» (أبو داود).

ثانياً: التفكيرُ في عواقبِ التنمرِ: تأملْ وتدبرْ وفكرْ في العاقبةِ والمآلِ الذي يجرُّ إليهِ التنمرُ؟! ينبغِي للمتنمِّرِ أنْ يتقي اللهَ، ويستحضرَ حرمةَ إيذاءِ الآخرينَ، والاعتداءِ عليهم، وأنَّهُ أولُ المتضررينَ بتنمُّرِهِ في دنياهُ وأخراه، كما ينبغِي لهُ أنْ يتصالحَ مع نفسِهِ ومع الناسِ، معتمِدًا- بعدَ عونِ اللهِ- على تصفيرِ همومِهِ، وكبحِ جماحِ طاقاتِهِ السلبيةِ، ومزاحمتِهَا بالرضَا والصبرِ والنقاءِ، وأنَّ التنمُّرَ ما كان في شيءٍ إلّا شَانَهُ، ولا نُزِعَ مِن شيءٍ إلّا زَانَهُ، وأنَّ بحسبهِ مِن الشرِّ بتنمرِهِ أنْ يؤذِي أخاهُ المسلمَ، أو يَحقِرَهُ، أو يكونَ تجاهَهُ طعَّانًا لعَّانًا معتديًا أثيمًا، قد أسلَمَ قيادَهُ للشيطانِ الرجيمِ، واللهُ -جلَّ وعلَا- يقولُ: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾، وقالَ سبحانَهُ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾، وقد بيّنَ ﷺ ما يترتبُ على هذا السلوكِ، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ ﷺ: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ: تَعْنِي قَصِيرَةً، فَقَالَ: «لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ» (أبو داود) .

ثالثاً: تقويةُ الوازعِ الدينِي: ضَعْفُ الوازعِ الدينِي والإخفاقُ في التربيةِ على الخُلُقِ القويمِ مِن أعظمِ حصولِ التنمُّرِ، ومَن يتأملْ حالَ المتنمرينَ يجدْ أنَّ أغلبَهُم قد جهلَ التعاليمَ الإسلاميةَ النبيلةَ التي تحولُ بينَهُم وبينَ هذا السلوكِ المقيتِ، والبعضُ الآخرُ لم يتلقَّ القدرَ الكافِي مِن التربيةِ القويمةِ التي تصدُّهُ عن إيذاءِ غيرِهِ وإلحاقِ الضررِ بهِ، ومَن فقدَ ذلك طالَ أذاهُ كلَّ شيءٍ ولحقَ ضررُهُ كلَّ حيٍّ وغيرَ حيٍّ.

إنَّ الإيمانَ يمنعُ صاحبَهُ مِن الإساءةِ للآخرِ، والتعدِّي عليهِ، ويوجبُ عليهِ حفظَ حقِّهِ، وأنْ يراقبَ اللهَ في خلقِهِ، فعَن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ» (الترمذي وحسنه)، وقَالَ ﷺ أيضاً: “إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ” (البخاري).

تابع / خطبة الجمعة القادمة 10 مايو

يتصفُ المتنمِّرُ دائماً بالعدوانيةِ ويعتقدُ أنَّ القويَّ هو مَن يصرعُ غيرَهُ، ويبغِي عليهِ، فجاءَ الإسلامُ ليغيرَ هذه المعتقداتِ، فعن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ» (متفق عليه)، ولذا لو إنَّنَا إذا أحسَنَّا التعاملَ مع ظاهرةِ التنمرِ لدَى الأطفالِ والشبابِ أَمِنَّا جانبًا مهمًّا مِن مستقبلِ الأمةِ، فأطفالُ اليومِ هم شبابُ الغدِ، وشبابُ اليومِ هم كبارُ الغدِ، وما المجتمعُ المتماسِكُ إلّا بأطفالِهِ وشبابِهِ وكبارِهِ، ولن يبلغَ هؤلاء التآلفَ إلّا إذَا أَمِنَ بعضُهُم ألسنَ بعضٍ وأيديهم، ولقد صدقَ رسولُ اللهِ ﷺ إذ قال: “المسلمُ مَن سَلِمَ المسلمونَ مِن لسانِهِ ويدِهِ” (متفق عليه) .

كما أنّنَا نحتاجُ إلى التسامحِ ونبذِ العنفِ، ونشرِ قيمِ الوعيِ حيثُ أمرَنَا دينُنَا الحنيفُ بالرفقِ بعبادِ اللهِ قال ﷺ: «أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَنْ لَا يَقِيلُ عَثْرَةً وَلَا يَقْبَلُ مَعْذِرَةً وَلَا يَغْفِرُ ذَنْبًا أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟» قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ» (الحاكم وصححه)، وقد بالغَ الإسلامُ في نبذِ العنفِ حتى في النظرةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ نَظَرَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ نَظْرَةً يُخِيفُهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (شعب الإيمان) .

رابعاً: مصاحبةُ الأخيارِ ومجالستُهُم، وتلمسُ القدوةِ في الصالحين: حتى تكتسبَ شيئاً مِن صفاتِهِم، وتتعرفَ على شيءٍ مِن أخلاقِهِم، وبهذا تكونُ مثلَهُم قال ﷺ: «مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ المِسْكِ وَكِيرِ الحَدَّادِ، لاَ يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ المِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ، أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وَكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ، أَوْ ثَوْبَكَ، أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً» (البخاري) .

خامساً: وضعُ قانونٍ يُجرِّمُ فاعلَ التنمُّرِ: المذنبُ إذا أمِنَ العقابَ ولم يجدْ له رادعًا تمادَى في عدوانِه وغيِّهِ، والمتنمِّرُ واحدٌ مِن هؤلاءِ، وما حملَهُ على تنمُّرِهِ إلَّا أمنهِ مِن المؤاخذةِ والعقابِ، فعندمَا يسودُ القانونُ في بلدٍ مِن البلادِ يطمئنُ أهلُهَا، ويهدأُ بالُهُم، ويشعرُ كلُّ فردٍ في المجتمعِ بأنَّهُ في مأمنٍ مِن أيِّ متجاوزٍ يتطاولُ على مالِهِ أو حياتِهِ أو عيالِهِ، وليسَ مِن الغريبِ أنْ نجدَ أنَّ المجتمعاتِ والدولَ التي يسودُ فيهَا القانونُ ينتشرُ فيها الأمنُ والاستقرارُ، فالبشرُ بلا قانونٍ أشبَهُ بالحيواناتِ التي تعيشُ بالغاباتِ، بل أضلُّ سبيلاً؛ إذ الحيواناتُ قد يحكمُهَا بعضُ القوانينِ فيمَا بينَهَا، لذا قال سيدُنَا عثمانُ بنُ عفان رضي اللهُ عنه: «إنَّ اللهَ يزعُ بالسلطانِ ما لايزعُ بالقرآنِ» .

وقد شرعَ اللهُ العقوباتِ المختلفةَ في الإسلامِ كي ينزجرَ ويرتدعَ الإنسانُ عن أنْ يؤذِي أخاهُ الإنسان، ولذا وجهنَا نبيُّنَا ﷺ إلى وجوبِ ذكرِ الْفَاجِر بِمَا فِيهِ للتحذيرِ مِنْهُ حتى يعيشَ الناسُ آمنينَ مطمئنينَ في أوطانِهِم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَتَرْعَوْنَ عَن ذكرِ الْفَاجِرِ حَتَّى يعرفَهُ النَّاسُ إذكرُوهُ بِمَا فِيهِ يحذرُهُ النَّاس» (الطبراني في الكبير) .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 10 مايو

(3) آثارُ التنمُّرِ على الأفرادِ والمجتمعاتِ:

إنَّ التنمُّرَ لهُ آثاراً سلبيةً خطيرةً على الأفرادِ والمجتمعاتِ؛ فهو يسببُ أضراراً بدنيةً ونفسيةً، وسلوكيةً وصحيةً وتعليميةً، واجتماعيةً ودينيةً لا يسلمُ منهَا المتنمِّرُ والمتنمَّرُ عليهِ على حدٍّ سواء، فقد يؤدِّي التنمُّرُ إلى إخفاقِ المتنمَّرِ عليهِ وفشلِهِ في الحياةِ نتيجةَ ذلك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قَالَ: «اضْرِبُوهُ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ القَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ: «لاَ تَقُولُوا هَكَذَا، لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ» (البخاري)، وفسادِ أمورِ معاشِهِ ومعادِهِ، فعَنْ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ، أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ» (أبو داود) .

كما يترتبُ عليه اضطرابُ حياةِ المتنمَّرِ عليهِ في نومِهِ وصحتِهِ، وتعلمِهِ وعلاقاتِهِ مع غيرِهِ لا سيَّمَا الأطفالُ منهم، فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ وَرَجُلاَنِ يَسْتَبَّانِ، فَأَحَدُهُمَا احْمَرَّ وَجْهُهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: ” إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ ” (البخاري) .

أضفْ إلى ذلك الاكتئابَ، والإحباطَ، والقلقَ، والتوترَ المصحوبَ بالهجرةِ والهروبِ، وعدمَ التواصلِ مع الأخرينَ مع الشعورِ بالتمييزِ والتفرقةِ مِمّا يؤدِّي في النهايةِ إلى الانتحارِ وتعريضِ النفسِ للأخطارِ.

الخلاصةُ: لقد كرّمَتْ الشريعةُ الإسلاميةُ الإنسانَ مِن حيثُ إنَّهُ إنسانٌ بغضِّ النظرِ عن لونِهِ وجنسِهِ وعرقِهِ ودينِهِ، وساوتْ بينَهُم جميعًا في أصلِ الخِلقةِ وأداءِ الحقوقِ والواجباتِ، وجعلتْ ميزانَ التفاضلِ التقوَى والعملَ الصالحَ، وأرستْ مبدأَ الوحدةِ الإنسانيةِ والأخوةِ البشريةِ، قالَ تعالَى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ﴾، وقال ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ» (أحمد)، بهذا الفهمِ الرشيدِ تُحَدُّ الرذائلُ الإنسانيةُ؛ إذ يشعرُ الضعيفُ أنَّ لهُ مَن يحميه ويدافعُ عنهُ، فعَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: «أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟» قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «صَدَقَتْ، صَدَقَتْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟» (ابن ماجه) .

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

                                   كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان

                                  د / محروس رمضان حفظي عبد العال       

               مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »